-A +A
محمد أحمد الحساني
«ومن العجائب والعجائب جمة» أن تتحرك أمانة محافظة جدة لحماية المستهلكين من زبائن المطاعم، مما لاحظه مفتشوها من مخالفات للشروط الصحية في بعض المطاعم فيقوم موظفون أهليون في الغرفة التجارية بالمحافظة بالوقوف ضد الأمانة ومناصرة أصحاب المطاعم التي جرى إغلاقها بعد اكتشاف عدد من «البلاوي» فيها بحجة أن عقوبة الإغلاق لم تتدرج وأنه كان ينبغي على الأمانة الاكتفاء بالتنبيه أولا ثم الغرامة ثانيا ثم الإغلاق أخيرا، وذلك يعني ترك المطاعم التي لم تستجب للتنبيه ولم تردعها الغرامة تواصل تقديم وجباتها الخالية من الشروط الصحية الضارة بالصحة سواء من ناحية النظافة أو من حيث كون المواد الغذائية التي صنعت منها فاسدة كاللحوم والأجبان والأسماك والزيوت، بغض النظر عما قد تسببه تلك الوجبات من حالات تسمم لم تزل تصل إلى المستشفيات عشرات الحالات منها حتى أنه لم يفارق مخيلتي خبر صحفي نشر قبل عدة أعوام عن طفل من مدينة الرياض أصيب بالفشل الكلوي بعد تناوله شاورما ملوثة أو مصنوعة بلحوم فاسدة، أي أن أولئك الموظفين التابعين للغرفة يرون أن مصلحة المطاعم المخالفة أهم من مصلحة جميع سكان جدة ومن يزورها للسياحة فما أرقى الحس الوطني والإنساني لديهم!
إن المعترضين على جهود الأمانة إما إن لهم غاية من وراء هذا الاعتراض لاسيما أن في اعتراضهم طعنا واضحا في إجراءات الأمانة واتهاما لها بتجاوز الأنظمة وقد صرحوا بذلك حسب ما نشر في صحيفة مكة قبل أيام قليلة وإما أن عاطفتهم قد تغلبت عليهم وهم يرون بعض المطاعم التي كانوا يرتادونها مغلقة فاعتصر الحزن قلوبهم قبل بطونهم مع أنهم لو فكروا بعقلهم لاعتبروا أن في عملية الإغلاق حماية لهم ولغيرهم من الوجبات غير المطابقة للشروط الصحية ولكن «من يعلم الفيل بفائدة الزنجبيل»؟!

ومن العجائب أيضا أن يوصف تحرك أولئك الموظفين التابعين للغرفة بأنه تحرك رسمي!! لإيقاف إغلاق المطاعم المخالفة مع أن الجميع يعلمون أن الغرفة ليست إدارة حكومية رسمية حتى يوصف تحرك بعض موظفيها بأنه رسمي بل هي مؤسسة شعبية تمثل التجار والصناع أمام الجهات الرسمية ولا شك أن غرفة جدة من أكبر الغرف السعودية بل والعربية ولذلك فإن المتوقع إيقاف بعض منسوبي الغرفة عن مصادمة الحقائق دفاعا عن أخطاء بعض المطاعم !